-->
U3F1ZWV6ZTEwNDgwMDk2MzkxX0FjdGl2YXRpb24xMTg3MjUwMzU0ODQ=
recent
جديد الموقع

المتابعون

مفهوم أنشطة تنمية المهارات الحياتية و إدماجها في عملية التدريس

 

 


 

تندرج أنشطة تنمية المهارات الحياتية فِي سيرورة إعداد المتعلمات والمتعلمين مُنْذُ السنوات الأُوْلَى للتمدرس لِمُوَاجَهَةِ مواقف الحياة اليومية بِشَكْل إيجابي والتمكن من اتخاذ القرار المناسب، والتغلب عَلَى المشكلات الَّتِي أصبحت تفرض نفسها نتيجة الطفرة الهائلة الَّتِي حدثت فِي عصرنا الحالي، خاصة فِي ميادين العلوم والتكنولوجيا. وَيَأْتِي ذَلِكَ انسجاما مَعَ الغايات الكبرى لنظام التربية والتَّكْوين المرتكز عَلَى تنشئة المواطن المغربي عَلَى الثوابت الوَطَنِية، وجعله متصفا بالاستقامة والنزاهة، والمتسم بالاعتدال والتسامح، والشغوف بطلب العلم والمعرفة فِي أرحب أفاقها وتنمية مهارات تطوير الدات, والمتوقد لاطلاع والإبداع، والمطبوع بروح المسؤولية والمبادرة الإيجابية للإسهام فِي حيوية نهضة البلاد الشاملة.

ثانيا: مرتكزات منهاج أنشطة تنمية المهارات الحياتية

يستمد إدراج المهارات الحياتية فِي التَّعْلِيم الابتدائي أهميته من:

1. أهداف التنمية المستدامة:

اعتبارا للدور المحوري الَّذِي يضطلع بِهِ التَّعْلِيم لإحداث التحولات المطلوبة والوصول إِلَى تنمية مستدامة ، فَإِنَّ الرهان عَلَيْهِ مدخل أساسي لتنشئة أجيال متملكة للمعارف والمهارات والقيم الضرورية لِمُوَاجَهَةِ التحديات وقيادة التغيير الإيجابي لِتَعْزِيزِ الوعي المجتمعي بالمخاطر الَّتِي تجابه وجود الإنسان عَلَى سطح الأرض تحقيقا لأهداف التنمية المستدامة الَّتِي رسمت خارطة طريق مِنْ أَجْلِ بذل الجهود لخلق عالم ينعم فِيهِ بالمساواة والازدهار المستدام، والمساهمة فِي تَقْدِيم الحلول لتدارك المخاطر والتصدي للتحديات المرتبطة بالمجال البيئي والمجتمعي.

2. مهارات القرن الواحد والعشرين:

تستهدف أنشطة تنمية المهارات الحياتية، تنمية رصيد مهاراتي بِشَكْل مباشر وصريح، يستحضر تفاعلات المتعلم(ة) الذاتية والجماعية مِنْ أَجْلِ إعداده لِمُوَاجَهَةِ تحديات الحياة اليومية بفعالية واستدامة، وتعزيز قدرته عَلَى التكيف والاستجابة لمتطلبات القرن الواحد والعشرين.

3.مبـادرة منظمة اليـونيسف لتعليم الـمهارات الحياتية والـمواطنة فـي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:

يرتكز منهاج أنشطة تنمية المهارات الحياتية عَلَى المبادئ المستمدة من الإطار البرنامجي لمبادرة تعليم المهارات الحياتية والمواطنة فِي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وَقَدْ تَمَّ إدراج المهارات الموصى بِهَا بتدرج يوافق خصوصيات الفئة المستهدفة، وانسجام مَعَ السياقات الَّتِي توفرها المجالات الثلاثة المبرمجة فِي السلك الابتدائي.

ثالثا: هيكلة أنشطة تنمية المهارات الحياتية ضمن منهاج السلك الابتدائي

• تندرج ضمن مجال التنشئة الاجتماعية والتفتح؛

• تضم مداخل التربية عَلَى السلامة الطرقية، التربية المالية والضريبية والمقاولاتية؛ استكشاف المهن واستشراف المشروع الشخصي

• الحصة الأسبوعية للمهارات الحياتية هِيَ 30 دقيقة فِي جميع المستويات الدراسية، توزع عَلَى الشكل الآتي:

+ يدرسها أستاذ(ة) اللغة العربية فِي المستويين الأول والثاني من التَّعْلِيم الابتدائي.

+ تسند لأستاذ(ة) اللغة الفرنسية من الـمستوى الثالث إِلَى الـمستوى السادس.

1. تَعْرِيف المهارات الحياتية:

يعرف المِنْهَاج الدراسي المهارات الحياتية عَلَى أَنَّهَا: «مجموع الاستعدادات والقيم والمواقف الَّتِي يمكن تنميتها مَدَى الحياة، وَالَّتِي تمكن الفرد من مواجهة الوضعيات والتحديات الَّتِي تعترضه فِي حياته اليومية – بفعالية وسلامة -، وتمكنه من التقدم والنجاح فِي المدرسة والعمل والحياة المجتمعية عَلَى حد سَوَاء، كَمَا تمكنه من الصمود والتكيف مَعَ تعقيدات البيئة العالمية والرقمية الَّتِي تشكل تحديا آنيا ومستقبليا»

2. مداخل إدماج المهارات الحياتية فِي المِنْهَاج الدراسي:

انسجاما مَعَ الفرص الَّتِي يتيحها الاشتغال عَلَى المهارات الحياتية من ربط عملي بَيْنَ التعلمات المرتبطة بالمواد الدراسية المختلفة، وبين أنشطة الحياة المَدْرَسِية لِتَعْزِيزِ الممارسات السليمة، تمَّ إعداد تصور جديد يقارب إدماج المهارات الحياتية فِي المِنْهَاج الدراسي عبر المداخل الآتية:

– مدخل مستعرض: يعزز ويثمن حضور المبادئ المرتبطة بمجالات التربية المالية والضريبية والمقاولاتية والتربية عَلَى السلامة الطرقية وَكَذَا استكشاف المهن واستشراف المشروع الشخصي مِنْ خِلَالِ المواد الحاملة لِهَذِهِ المبادئ فِي انسجام وتواز مَعَ أهدافها الخَاصَّة.

– مدخل مستقل: عبر إفراد حصة زمنية قارة ضمن الغلاف الزمني للتعلم، يتم التركيز فِيهَا عَلَى بناء المعارف والمهارات المرتبطة بالمجالات الكبرى لتنمية المهارات الحياتية بالسلك الابتدائي مِنْ خِلَالِ الأَنْشِطَة الصفية واللاصفية.

– مدخل الحياة المَدْرَسِية: تعد الحياة المَدْرَسِية بِكُلِّ أبعادها مجالا خصبا للممارسة وتطوير المهارات الحياتية المستهدفة لَدَى المتعلمات والمتعلمين، وتمكينهم من تملك المرونة والمثابرة اللازمين للتكيف مَعَ كافة الظروف، والنجاح فِي تحقيق مشاريعهم، والمساهمة فِي ازدهار مجتمعهم ونهضته.

ينبغي التأكيد عَلَى أن اكتساب المهارات الحياتية ليس مقتصرا عَلَى هَذِهِ الأَنْشِطَة فَقَطْ، بَلْ إن الفرص الأهم المعول عَلَيْهَا هِيَ مَا تقدمه أنشطة الحياة المَدْرَسِية والمَوَادِّ الدراسية الحاملة من إمكانيات وسياقات حقيقية ومتنوعة للتدرب والتمهير عَلَى إعمال وتوظيف مختلف المهارات الحياتية المستهدفة.

3. الربط بَيْنَ المجالات الحاملة والمهارات الحياتية:

توضح الخطاطة أسفله دور المهارات الحياتية باعتبارها رابطا يوحد وينسق مَا بَيْنَ الأبعاد المعرفية والمواقفية والقيمية قصد بناء وترسيخ السلوكات السليمة والصحية والنافعة، وَالبِتَّالِي المساهمة فِي الوقاية المبكرة من الأخطار الاقتصادية والاجتماعية والصحية الناتجة عَنْ ضعف التحكم فِي مبادئ المجالات الثلاثة المستهدفة.

كَمَا يرمي هَذَا العمل أيضًا إِلَى تعزيز أدوار المدرسة المغربية الجديدة المنفتحة والدامجة الَّتِي تمنح المتعلمات والمتعلمين فرص اكتساب القيم والكفايات المؤهلة للاندماج فِي الحياة العملية، وَإِظْهَارِ النبوغ مِمَّا يضمن تزويد المجتمع بالكفاءات والأطر القادرة عَلَى خلق تنمية شاملة ومستدامة عَلَى جميع المستويات.


 

الاسمبريد إلكترونيرسالة